green zone: فضيحة القرن الحادي والعشرين

green zone: فضيحة القرن الحادي والعشرين

قصة الفلم

فيلم The Green Zone هو فيلم حربي يحكي قصة الرقيب روري ميلر، المكلف بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل في العراق وتقصي أماكنها، ويبدأ ميلر في عملية التقصي إلا أنه وفي كل عملية بحث، يخرج خالي الوفاض، عاجزًا عن العثور على أي من الأسلحة التي يقوم المصدر الخفي للاستخبارات الأمريكية بالإبلاغ عنها، فتبدأ الشكوك تثير ميلر بشأن المصدر نفسه، والأسلحة التي لم يتم العثور عليها حتى اليوم، خصوصًا مع معلومات قدمها أحد المسؤولين الكبار في وكالة الاستخبارات الأمريكية، مفادها أن المعلومات خاطئة، فتبدأ رحلة الكشف عن الكذبة التي زجت الولايات المتحدة بحرب طويلة الأمد.

رسائل سياسية

أكذوبة وجود أسلحة الدمار الشامل في العراق أصبحت جلية وواضحة بل وأصحبت هوليوود تشير إليها بأصبع البنان في أعمالها السينمائية، ومن الجدير بالذكر أن نسأل أنفسنا عن السبب في طرح هذه القضية ومحاولة تبرير أحداثها بعد كل هذه السنوات ومن الطرف الجاني أيضًا!

  • ثمة أنواع من المعارضة والنقد هي في الحقيقة من أشد أنواع الموالاة، لأن دورها الحقيقي يتلخص بإجهاض أية معارضة جدية أو إحباطها، وفيلم “منطقة خضراء” Green Zone، المحسوب كأحد الأفلام المناهضة للحرب على العراق، هو في الواقع واحد من تلك الأعمال الفنية الهادفة لتبييض وجه النظام العالمي الجديد، ومسح جرائمه، بإقناع المشاهد بأن القوى الخيرة داخل النظام دومًا قادرة في النهاية على استعادة توازنه ودفعه للسير للغرض الذي أقيم من أجله: وهو تحقيق العدالة والخير على الأرض
  • لا يمكنك أن تتأمل في سينما هوليوود الأمريكية وتجدها مناهضة للنظام الأمريكي وقراراته ولكنهم يتبعون أساليب ذكية من خلال الإعلام بمحاولة إظهار أنفسهم كأي بلد تتخذ قرارات قد تكون خاطئة أحيانًا وبسبب أشخاص منفردين يحاولون زجهم في صراعات مقصودة لأسباب شخصية، ولا يمكننا أن نعتبر ما أنتجته هذه الحرب من دمار شامل بأنه خطأ فردي يمكن حله بمعاقبة شخص أو بمحاولة تبرير الموقف أمام الإعلام العالمي
  • خلال غزو العراق تم حل القوات المسلحة العراقية وأجهزة الدولة بأكملها والفيلم يصور هذا الأمرعلى أنه اجتهاد خاطئ جعل مهمة الاحتلال أكثر صعوبة، وسهل سيطرة القوى المرتبطة بإيران على العراق، وتوجد في الفيلم شخصية مقابلة للعميل المزدوج أحمد الجلبي، وهو ما يعكس استنتاجًا توصل إليه بعض الأمريكيين في ظل تصاعد التنافس مع إيران على العراق، دون أن يصلوا إلى استنتاج أن احتلال بلد، وحل قواته المسلحة، واعتقال رئيسه واغتياله، هو مجموعة من الانتهاكات لكل الأعراف ومن الطبيعي أن تؤدي لمقاومة مسلحة
  • هناك خدعة سياسية خبيثة دسها الفيلم وهي قصة الجنرال محمد الراوي الذي ظهر بدور الجنرال المقرب من صدام والذي صُور في الفيلم على أنه قد قام بعقد تفاهمات مع الأمريكان ليحصل على الحكم بل وقام بمنع الضباط من مقاومة الأمريكان متأملاً في نيل السلطة وعندما يفقد الأمل ويتجاهله الأمريكان يفجر المقاومة في وجههم وكأن الصراع في العراق أصبح على السلطة نفسها وليس للسبب الأساسي وهو وجود الاحتلال
  • الاعتراف بالذنب فضيلة والاعتذار من شيم الكبار وقبول العذر من شيم الكرام وهذا ما كان يقوم عليه الفيلم، فغزو العراق وتدميرها وسرقة ثرواتها وإشعال نار الفتنة والحرب الطائفية وإرجاع العراق عقود إلى الوراء، يمكن حله باعتذار بسيط أمام الإعلام العالمي في جريدة وول ستريت أو نيويورك تايمز
  • وكما يستشهد بطل الفيلم من شخصية الضابط الحقيقي الذي أدى دوره والذي يقول بأن الفيلم وما جاء فيه يهدف لاستعادة السلطة المعنوية لأمريكا بعد الأخطاء التي ارتكبت في العراق، فهم يتحدثون في النهاية عن الاعتراف بأخطاء، لتغطية جرائم وخطايا عظمى  
  • لم تنته الولايات المتحدة الأمريكية من الاستمرار في غناء نفس الموال الذي لم نعد قادرين على سماعه مرة ثانية، مع تجاهلها لكل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين لا وبل تدعمهم وترسخ وجودهم ولا تحاسبهم على جرائمهم، وعندما يتعلق الأمر بدولة عربية ونفط وثروات تسارع لتحقيق ديموقراطيتها الصلفة وإنقاذ النفس البشرية بل وجلب حقوقها ولا ينتج عن تدخلاتهم سوى أراضٍ محروقة لا تصلح للعيش.