the spy: البطل الذي لم يفعل شيئا

the spy: البطل الذي لم يفعل شيئا

قصة المسلسل

تدور أحداث المسلسل في فترة الستينات في ظل بداية المناوشات العسكرية والسياسة بين العرب واليهود على الأراضي  وتروي قصة الجاسوس الإسرائيلي الأخطر كما تدَعي إسرائيل أو الجاسوس الأكثر فشلاً وخيبة كما تقول سوريا، يتحدث المسلسل عن (إيلي كوهين)، موظف الحسابات بإحدى المتاجر، والذي أصله عربي- يهودي، ويعيش في إسرائيل، لقد حاول (إيلي) كثيرًا الانضمام إلى هيئة الموساد الإسرائيلية، لكن في كل مرة يُرفض، وأخيرًا احتاجوا إليه ليكون عينهم وأذنهم في سوريا، وهنا يخضع (إيلي) لتدريب قاسي ليكون جاسوسًا لا يُستهان به في بلاد العدوّ، ثم يترك زوجته للذهاب إلى سوريا، ومن هنا تبدأ القصة.

رسائل سياسية

خلال 6 حلقات حاول المسلسل وصف تجربة إيلي كوهين كونه جاسوسًا عبقريًا لديه قدرات خارقة ويكتشف كل الأسرار بالصدفة، ونلمس خلال المسلسل مدى ضعف الأحداث وعدم ترابطها مع بعضها البعض، ويتخلل المسلسل الكثير من الأخطاء السياسية والتاريخية والتصويرية.

  • المسلسل بعيد كل البعد عن الأحداث الحقيقية والتي تتصدره في البداية مقولة مفادها أن هذا المسلسل مستوحى من أحداث حقيقية، والأمر يتجلى في محاولة تصوير سوريا بأنها دولة مستبدة تقصف الجبهة الإسرائيلية الحدودية بعنف، وهنا الصدمة في تصوير حدود الجبهة والتي كانت مليئة بالمواطنين الإسرائيليين المدنيين العزل، أحدهم يزرع المحاصيل والأخرى تنشر الغسيل وبعضهن تتمشى في ثياب البحر ليفاجئن بالقنابل والقصف السوري عليهم، لقد تجاوزوا كل حدود الكذب والسخرية والاستهتار بعقل المشاهد.
  • هناك أخطاء تاريخية بحتة في المسلسل ومنها في مشهد التقاء إيلي كوهين بأمين الحافظ في السفارة السورية في الأرجنتين، وهذا ما صوره المشهد لنا في ظل ذلك الوقت والذي لم يكن فيه شيء يُدعى السفارة السورية بل كانت هناك وحدة بين سوريا ومصر في ذلك الوقت.
  • من الواضح اعتماد المؤلف على المصادر الإسرائيلية فقط في سرد القصة وحيثياتها وتجاهله لشهادة أمين الحافظ رئيس سوريا الأسبق خلال تلك الحقبة الزمنية ونفيه علاقته بكوهين خلال إقامته في الأرجنتين كما ورد في مقابلته على الجزيرة في برنامج شاهد على العصر.
  • المسلسل يصور حقبة الستينات وتم تصويره في المغرب عوضا عن دمشق ولكن تخلله الكثير من الأخطاء الفنية والتاريخية والاجتماعية مثل التحدث باللهجة المغربية بدلا من السورية وظهور معالم تاريخية مهمة من المغرب على أنها في سوريا ومحلات تجارية بأسماء مغربية…الخ
  • المخرج الإسرائيلي جيديون راف لا يفوت مشهدًا واحدًا تقريبًا دون أن يذكرنا وبشكل مباشر أننا أمام عمل يتبنى الرواية الإسرائيلية بشكل مكتمل، بحيث يبدو في بعض اللحظات وكأنه من إنتاج التلفزيون الإسرائيلي الرسمي.
  • تتجلى في المسلسل فكرة أنسنة الإسرائيليين وشيطنة كل ما هو عربي، بحيث يبدو وبشكل مكتمل كل السوريين الذين تقابلوا مع كوهين بشرًا سيئين، وأصحاب غرائز حيوانية عنيفة وتعطش للدماء في الكثير من الأحيان، بالإضافة إلى الحديث بشكل مستمر عن أن إسرائيل وأطفالها ومزارعيها مهددون من العرب الهمج الذين يريدون محوهم من الشرق الأوسط، دون أي إشارة إلى أن هؤلاء المزارعين قد استوطنوا أراضي فلسطينية وطردوا أهلها ونكلوا بهم.
  • يعزز المسلسل الفكرة التي تسعى إسرائيل لترويجها عن العرب والتي تتصاحب مع نظرة فوقية وعنصرية عند إظهار الجانب العربي في هيئة ساذجة وغبية للغاية، لدرجة يستحيل معها التصديق بأن مهمة كامل أمين ثابت كانت بمثل هذه السهولة.
  • المسلسل من النوع الذي تحب الحكومة ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو الوقوف خلفه، لما فيه من استعراض بطولة، رغم انتهاء حياة إيلي كوهين بالفضيحة والإعدام العلني.
  • نتفليكس تؤكد لنا يومًا بعد يوم أنها قناة تروّج للصهيونية، أولاً عرضت فيلمًا عن جاسوس مصري يعمل لصالح إسرائيل، ثم عرضت برنامجًا يمجد الموساد ورؤساؤه وعرضت فيلما عن تغلب الموساد على الفلسطينيين والآن عن هذا الجاسوس الإسرائيلي في سوريا.
  • تعمد المسلسل عدم ذكر فلسطين في الحوارات التي تدور، بالإضافة الى الإشارة إلى جبهة التحرير الفلسطيني بالترميز و نطقها PLF واللي هي اختصار ل Palestinian Liberation Front.