madam secretary: وراء كواليس البيت الأبيض

madam secretary: وراء كواليس البيت الأبيض

لم تتوقف هوليوود عن إنتاج مسلسلات الدراما السياسية الأمريكية منذ نهاية القرن العشرين، بل ظلت تسرد الكثير من القضايا التي تخص البيت الأبيض والجناح الغربي واللعبة السياسية الأمريكية، ولم تنأَ عن عرض ديمقراطيتها في كل مسلسل بل وفرضها في معظم الأحيان على الدول الأخرى، التي لم تتوقف عن التدخل في شؤونهم وقيادتهم، سعيًا في الحصول على ثرواتهم، وهنا نموذج جديد من مسلسل Madam Secretary الذي يشرح المزيد عن أسرار السياسة الخارجية الأمريكية والمرأة الأمريكية التي تتربع على عرش مناصب مهمة قد تصل للرئاسة.

قصة المسلسل

تدور قصة المسلسل حول وزيرة الخارجية الأمريكية إليزابيث ماكورد التى تسعى للتوفيق بين متطلبات عملها الصعبة والمعقدة كممثلة للولايات المتحدة على الصعيد الدولى وبين احتياجات منزلها وواجباتها نحو أفراد أسرتها، تم إنتاج هذا العمل في عام 2014 واستمر حتى 2019، وركز على مفاهيم كثيرة خلال دورة رئاسة ماكوورد للوزارة الخارجية، ماكوورد والتي تتميز بشخصية قوية تعمل بالقواعد التي تضعها هي، وتتحايل إذا لزم الأمر في سبيل تحقيق غايتها خصوصًا في التفاوض على القضايا العالمية.

رسائل سياسية

تتابع الدراما السياسية هنا وزيرة الخارجية الأمريكية إليزابيث ماكورد، وهي تحارب سياسة المكتب أثناء قيادتها الدبلوماسية والتفاوض على صفقات عالمية مع جهات مختلفة ومتنوعة.

  • إليزابيث ماكورد بصفتها وزيرة خارجية ذات عزيمة قوية، فإنها تقود الدبلوماسية الدولية، وتقاتل سياسات المكاتب، وتتحايل على البروتوكول إذا لزم الأمر أثناء تفاوضها حول القضايا الكبرى.
  • يركز المسلسل أيضًا على الحياة الشخصية للشخصيات، ومع ذلك، أعلنت ماكورد في نهاية الموسم الخامس أنها ستترشح للرئاسة. يكشف العرض الأول للموسم السادس أنها فازت بسباقها وأصبحت أول امرأة كرئيس للولايات المتحدة وستركز بقية السلسلة على دورها الجديد كرئيسة
  • من خلال دراسة شخصية ماكوورد نكتشف أنها أمضت 20 عاما كمحللة في وكالة الاستخبارات المركزية، وعملت أستاذة في العلوم السياسية في جامعة فيرجينيا، حيث عينها آنذاك الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية “دالتون” وبعدها تحل محل وزير الخارجية فنسنت مارش، الذي توفي في حادث تحطم طائرة وبالفعل في النهاية خلفت دالتون وأصبحت هي الرئيسة
  • تيم دالي بدور هنري ماكورد، الذي يلعب دور زوج إليزابيث منذ 25 عامًا والآن هو الرجل الأول للولايات المتحدة، وهو أستاذ علم اللاهوت وقبطان / طيار سابق في مشاة البحرية خلال عملية عاصفة الصحراء، وهنا جدير بالذكر محاولة أمريكا تصدر البطولات والأحداث وادعاء الديمقراطية الصلفة حتى في أصغر تفاصيل العمل، ادعاء السلمية هي الرسالة التي يريدون تصديرها للعالم أجمع، ادعاء تصدر الموقف وتسليط الضوء على أن زوجًا كان طيارًا في عملية عاصفة الصحراء -وهي حرب الخليج الثانية- بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية التي استصدرت قرارًا من الأمم المتحدة لإخراج القوات العراقية من الكويت، كمحاولة منها لمساعد الكويت وهي في الأصل تريد السيطرة على ثروات ونفط العراق.

 

بين الواقع والدراما 

  • على حسب المسلسل  فإن الجنرال مراد “رئيس أركان الجيش الجزائري” ينقلب على الرئيس حداد في ذلك الوقت بأمر من أمريكا حيث تم القبض عليه وسوف تأخذه أمريكا لتحاكمه في المحاكم الدولية على الجرائم التي اقترفها، وظهر الجنرال مراد في مشهد كانت  تحرضه وزيرة الخارجية الأمريكية ماكوورد وتقول له “أنك تحب شعبك أكثر من رئيسك وأنك يجب أن تنقلب عليه فورا”، ولم تكتفِ بذلك بل هددت الجنرال مراد بأن فرنسا وأمريكا سوف تهجمان على الجزائر وتدمرانها إلى أجزاء، فلم يستمع لها الجنرال مراد ويخبرها أن “جيشنا أقوى مما تتوقعون”، ويُختتم المشهد بأمر من الجنرال مراد بالقبض على الرئيس، وتستمع له القوات الخاصة لأنه قال لهم “قمت بعقد صفقة خاصة مع امريكا لتجنيب البلد الحرب”، والغريب في الأمر أن هذا المشهد حدث في الواقع بعد 3 أعوام مع اختلاف طفيف ففي بيان عاجل من القايد صالح 30 مارس 2019 والذي تسربت بعده أخبار تخابر مدير المخابرات الجزائرية السابق محمد مدين المعروف بتوفيق وشقيق الرئيس بوتفليقة السعيد مع المخابرات الفرنسية، يوم 27 مارس 2019 أي بعد يوم واحد من إعلان القايد صالح عن ضرورة تفعيل المادة 102، وتم الإعلان عن توقيف رجل الأعمال علي الحداد أثناء محاولته الهروب عبر المعبر الحدودي الشرقي والمعروف بأم طبول يوم 31 مارس 2019، كل هذه الأحداث تم التلميح اليها في المسلسل في الحلقة الثانية من الجزء الثالث.
  • الأولى أن تقوم أمريكا بمحاسبة إسرائيل مثلا على جرائمها البشعة بحق الفلسطينيين، ولكنها بدلا من أن تعاقب ابنتها المدللة تُفضل أن تتدخل في شؤون الدول الأخرى وتخلق نوعًا من الفوضى لتستغلها في النهب والسيطرة على الثروات.
  • الجنرال مراد الذي مثل دور رئيس أركان الجيش أي القايد صالح، الذي يقوم بإلقاء القبض على رئيس الجزائر ويعزله بالقوة حفاظاً على دماء الجزائريين، قال له لقد حان وقت السلم مع انه كان مترددا في عزله بناء على توصية الأمريكان له، وهنا نلاحظ كيف تحاول الولايات المتحدة تعميم سيادتها وقراراتها على الدول الأخرى.
  • تحاول أمريكا دائما الظهور بمشهد رمز الإنسانية التي تهتم بأمر الشعب وتحاول تحقيق السلام ومنع سفك الدماء، حيث قالت اليزابيث أكوارود لرئيس الأركان الجنرال مراد “منذ توليك القيادة لاحظنا محاولتك لإيقاف التعدي على الشعب وهذا أثبت لنا أنك تهتم لأمر شعبك”، وحدوث هذا الأمر في الواقع يكشف لنا أن الأمريكان درسوا الواقع جيدا والأمر حدث بالفعل
  • نلاحظ كيف أن العجرفة الأمريكية متغلغلة دائما في السياسيين الأمريكيين، ونلاحظ كيف تتحدث الوزيرة بعجرفة وترفّع وتلعبها تحت ستار مصلحة الشعب الجزائري، ولكن همهم هو ثروات الجزائر الكبيرة ولكن الشعب خذلهم بحراكه السلمي ويحاول جاهدًا أن ينهي عهد الوصاية الفرنسية والتبعية للغرب.