the state: الإسلام كما يريده الغرب

the state: الإسلام كما يريده الغرب

في خضم أحداث 11 سبتمبر عام 2001 ولدت حركات مسلحة من رحم الحرب وزاد ظهورها في مرحلة الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وظل هذا التنظيم يزداد قوة وعتادًا وحالفه الحظ بسبب الاضطرابات السياسية والحروب الطائفية والدينية وإشاعة الفتنة، فتوسع التنظيم باسم داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) وشكل داعش ملجأً للكثير من الشباب والمحاربين الذين لم تستقبلهم دولهم وأصبح موطنًا لكل المتطرفين حول العالم ولكل الأشخاص الذين يعتقدون بأنهم مضطهدون ويظنوا بأنهم قد وجدوا طريق النجاة أخيرًا. واستغل المسلسل بدوره هذا التوجه وشوه في الإسلام ما شوه ليظهر أن داعش والإسلام وجهان لعملة واحدة كواليس وأسرار كثيرة تدور في حياة الأفراد الذي انضموا إلى هذا التنظيم يعرضها لنا مسلسل The State بتفاصيلها.

قصة المسلسل

تدور أحداث المسلسل بشكل محوري حول رجلين وامرأتين بريطانيين مسلمين قرروا الذهاب إلى سوريا وتحديدًا الرقة لينضموا إلى صفوف تنظيم داعش، كل واحد منهم دفعه سبب ما للانضمام إلى التنظيم، كل له قصته وخلفيته التي جاء منها حاملًا آمالًا وطموحات لإحداث تغيير أو ربما للثأر أو لإيجاد مسلك في متاهتهم، ولكن للأسف تصطدم آمالهم بواقع مختلف جدًا في التنظيم، هناك شاكيرا وهى طبيبة وأم عزباء تريد مساعدة التنظيم، بالإضافة إلى شخصية مراهقة تدعى “أوشنا” تسافر إلى سوريا بعد تجنيدها عبر الإنترنت، باختصار ستعايش في أحداث المسلسل يوميات المنضمين إلى صفوف داعش وسترى عملية التدريب والقتال وتوزيع المهام بين المقاتلين.

رسائل سياسية

تم إنتاج هذا المسلسل عام 2017 وفي ظل هجمات متتالية من قبل التنظيم على أماكن مختلفة حول العالم، وهو يدعو بشكل عام إلى تنفير الشباب من الانضمام إلى تنظيم داعش ويظهر داعش بأبشع صورها الدموية وبجرائمها المروعة، ولكن كما يحدث دائمًا يحمل العمل دسائس مسمومة لخلط الأوراق وإلصاق داعش بالإسلام وعدم تفسير الأمر لعقل المشاهد الغربي وتجاهل الإسلام الحقيقي.

أثار المسلسل موجة غضب وانتقاد لاذعة في بريطانيا وذلك لأنه كان هناك ضحايا بريطانيين قُتلوا على يد تنظيم داعش، فذويهم شعروا بأن آخر شيء يودون مشاهدته هو مسلسل يتناول تنظيم داعش الذي تمزقت أسرهم بسببه، والبعض يرى بأن المسلسل يلمع صورة داعش ويضع مبررات لإجرامهم.

خلال 4 حلقات من المسلسل بإمكانك استكشاف عمق الواقع الوحشي لتجربة شخصيات المسلسل للحياة في سوريا وحياة أفراد التنظيم بشكل عام

تجرأ المسلسل في عرض أحد القضايا الشائكة عالميًا والتي تسودها الكثير من الأسرار والخبايا التي غفل عنها الناس، ولكن بعد مشاهدتك للمسلسل ستلاحظ الاتباع الكبير للبروباغندا في تصوير داعش والصورة النمطية والمشاهد المتكررة التي شاهدناها في Tyrantو Kingdom هي ذاتها نفس المشاهد والشكل والألفاظ، وهذا يقلل بشكل ما من قوة الحبكة الدرامية

لا نستطيع إنكار المحاولة الدائمة لإخفاء صورة الرجل المعتدل المسلم، فكأن التطرف والإرهاب والإسلام وجهان لعملة واحدة وهذا منفر كبير وتشويه لصورة الإسلام في الغرب والذي لطالما أراد أن يخلط الأوراق ويعكس صورة واحدة الإسلام وهي الصورة المتطرفة.

اعتادت داعش على التغلغل في أحياء معينة وبين الناس المدنيين لتحمي نفسها من هجمات التحالف، ولكن لم يكن وجود المدنيين عائق ليمنع هجمات التحالف بل فضلوا أن يموت الجميع خوفًا من خطر داعش، نجدهم هنا هاجموا الإرهاب بالإرهاب ولم يختلفوا عن داعش سوى أنهم يرتدون عباءة الديمقراطية مثل داعش تمامًا التي تستتر تحت عباءة الإسلام.

حين تسلط الذكر على حياة جماعة من المسلمين تعيش في بريطانيا وتعرض هذا الأمر للمجتمع الغربي وترى كيف دفعهم توجههم الديني للانضمام إلى داعش، هنا سيختلط عليهم الأمر ويكتسبوا هذه الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين، ودائمًا تشعر بأن هناك مقصد واضح لتشويه الإسلام كدين.

لتحارب الإرهاب بالدراما عليك دراسة الأسباب التي تدفع بعض الشباب والفتيات للتخلي عن حياتهم والسفر إلى سوريا، لماذا يترك هؤلاء الرجال والنساء البلدان التى ولدوا فيها خلفهم ويذهبون إلى طريق الموت والدم، دائما هناك تجاهل للأسباب أو حتى عدم تسليط الضوء بشكل كافي عليها، لذلك يغض المنتجون الطرف عن هذا الجانب ربما لأن بلادهم لم تحتضن المسلمين كما يجب.

إظهار الأشخاص الذين ينضمون لداعش على أنهم مرضى عقليين ربما أمر سهل ومريح ولكن الحقيقة خلاف ذلك فهناك أشخاص مثل الشخصية التي أداها محمد يسري تروي حكاية شاب مسلم من أصل عربي عاش وتربى في أميركا وتعلم هناك، وكان اسمه يُظهر أنه مسلم ولهذا كان يشعر بالاضطهاد، وعندما يأتي ذكر فكرة داعش والخلافة الإسلامية يقرر أن يُسافر إليهم، وإن كان هنالك سبب فهي العنصرية الكبيرة التي عانى منها المسلمون في الغرب.

محاولة التنفير كانت واضحة وتم تصوير العنف بأبشع صوره لفضح تنظيم الدولة داعش مثل الاعتداء الجنسي وقطع الرقاب والجلد فى الأماكن العامة واستعباد جاريات والتفجير الانتحارى والقتل وتجنيد الأطفال، وغيرها من الأفعال الدموية، وهذا تبع البروباغندا المعروفة عن التنظيم.

يلقي المسلسل الضوء على الحياة الوحشية والأفكار الظلامية التى تروج لها “داعش” وتستقطب الشباب عن طريقها، من خلال تقديم تجارب أربعة شبان مسلمين بريطانيين، وتصور لكم النهاية الحتمية لكل شخص يحاول الانضمام لهذا التنظيم عن طريق تبشيع التنظيم وإظهار كافة ممارساتهم، ولكن بقي هذا العمل يثير جدلا كبيرًا فالبعض يعتقد بأنه تطبيع مع داعش والبعض الآخر يرى بأنه عمل حقيقي جريء يروي تجربة حقيقية مدروسة ومبحوثة بشكل دقيق.